قال تعالى [انا انزلنه في ليلة القدر* وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر * سلام هي حتى مطلع الفجر* ] ما اعظم هذه الليلة التي هي خير من الف شهر في الاجر والبركه والمثوبه فلننتعرف على سر تلك الافضليه . قال ابن عباس : انزل الله القرآن الكريم جمله واحده من اللوح المحفوظ الى بيت العزة من السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اما السر في هذه التسميه فقد سميت بليلة القدر لعظم قدرها ولانها يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والارزاق وغير ذلك كما قال تعالى : [فيها يفرق كل امر حكيم ].
وقد بين الله فضلها بقوله :[ليلة القدر خير من الف شهر ] اي العبادة فيها واحياؤها بالطاعه والصلاة والقراءة والذكر والدعاء يعادل عبادة الف شهر اي ثلاث وثمانون سنه واربعة اشهر .
واخبر الله سبحانه وتعالى عن زيادة فضلها وبركاتها ان الملائكة يكثر تنزلهم فيها وينزل معهم جبريل عليه السلام ينزلون بكل امر قضاة الله وقدره .
ونزولهم بامر الله سبحانه وتعالى . ثم بين زيادة فضلها فقال : [ سلام هي حتى مطلع الفجر ] اي انها اسلام وخير كلها وليس فيها شر الى مطلع الفجر وان الملائكه تسلم فيها على المؤمنين في الارض.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] وعن وقتها قال [ تحرو ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان ] اي في الليالي الفرديه وهي ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين. وعن ابي بن كعب رضي الله عنه قال : [والله اني لاعلم اي ليلة هي هي الليلة التي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها وهي ليلة سبع وعشرين ] وكان ابي بن كعب يحلف على ذلك ويقول " الآيه والعلامة التي اخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ان الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لا ".
وقد ورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحريا لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد المئزروايقظ اهله رجاء ان يدركو ليلة القدر وينالهم من فضلها وبركتها.
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : [يا رسول الله ان وافقت ليلة القدر ما اقول ؟ قال : قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ].